يقول جبران خليل جبران، في إحدى رسائله لمي زيادة، بعد أن عاتبته عن صمته أربعة أسابيع متتالية:
"أنا أستصعب، أستصعب جداً، الشكوى من علة تلم بي. فإذا مرضت رغبت في أمر واحد وهو الاختفاء عن عيون الناس"
وأنا أقول:
كنت مثلك يا جبران
إن مرضت، تواريت خلف الجدران،
ثم أصبحت العلة مزمنة
فما عاد الاختفاء ذو نتيجة ممكنة،
و لا محيد عن الخروج و لو بعد حين
فمن على قضاء الحوائج يعين،
ثم أصبحت كثيرة الشكوى
حين تمكن الداء و استقوى
فإن كتمته غلبني
و تملك العجز بدني.
فيا صاح،
إن سمعتني أشكي أو أتنهد
فاعلم أن حولي من السقم قد انهد،
فاعذرني و اغفر كل فتور
وإنك بصبرك علي لمأجور
Painting: Michael Ancher: "The Sick Girl," 1892, Public Domain